ماهي الماسونية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماهي الماسونية
الإهــــــــــــــــداء
الى كل مجاهد مدافع عن أرض الإسلام والعروبة ضد العدو الصهيوني وملحقاته، وضد كافة أشكال الاستعمار وأساليبه.
الى المؤمنين الذين لا يخافون في الله تعالى لومة لائم، أهدي عملي هذا ..
أسعد السحمراني – لبنان
مقدمـــــة
"الماسونية" حركة خطيرة ما أن يُطرح اسمها حتى يثور القلق في نفس المستمع، وما أن تذكر حتى ترى الجلساء يبدأون بتعداد مؤامراتها ومكائدها، ويظهرون الحيرة من أمر هذه الحركة، التي اعتمدت السرية إخفاءً لحقيقة أهدافها. ولعل ذلك لأن يهود الذين حاربوا الأنبياء والرسل، وظنوا أنهم الشعب المختار، وأن ما سواهم كوييم؛ أي أغبياء ضالين يوجهونهم كيف يشاؤون، ويصل بهم المستوى للقول: إن الكوييم هم حيوانات بصورة بشر، أرادوا أن تكون الماسونية من جملة الأقنعة التي تستتر مخططاتهم وراءها.
يقول حكماء صهيون في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم: "إنه من الطبيعي أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونية، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون، وما هو هدف كل عمل من أعمالنا، وأما الكوييم فإنهم لا يفهمون شيئاً حتى ولا يدركون النتائج القريبة، وفي مشاريعهم فإنهم لا يهتمون إلا بما يرضي مطامعهم المؤقتة، ولا يدركون أيضاً حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم بل هي من وحينا".
هذا قليل من كثير مما جاء عند حكماء صهيون عن الماسونية بأنها من الأدوات التي يسعون عبرها لتحقيق أهدافهم سواء في بناء مملكتهم المزعومة في فلسطين، أرض الميعاد، وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم، أو في تحقيق نفوذ لهم في أية حكومة أو مؤسسة يستطيعون النفاذ اليها، أو في نشر الفساد في الأرض؛ لأن إشاعة التعلّق بالمادة والشهوات والأهواء يكشف الثغرات، ونقاط الضعف في كل شخص – والنافذين بشكل خاص – كي يتوجهوا اليه بإشباع هذه الأهواء فيصبح رهينة بين أيديهم يستثمرونه كيف يريدون.
إن تفحص دساتير الماسون ونظمهم ورموزهم يدلك بما لا يرقى اليه الشك على يهودية الحركة الماسونية. فبدءاً من وصف بناء هيكل سليمان، الذي تسعى الماسونية لربط نشأتها به، يثبت لك ذلك. وبالعودة الى التوراة ووصفها لكيفية استدعاء سليمان لحيرام ابن الأرمة من صور، وهو من وضع هندسة بناء الهيكل، وصمم الأعمدة التي ترمز الى الحكمة والقوة والجمال، وعلى غراره يؤسس الماسون محافلهم اليوم تذكيراً لأتباعهم بضرورة العمل على إعادة بناء هذا الهيكل الذي يقوم مقامه المسجد الأقصى في القدس، كما يدّعون، يتضح لك هذا الترابط بين الماسونية والصهيونية، مروراً بفهمهم لكثير من المسائل واستخدامهم للرموز المشتركة كالنجمة السداسية وسواها.
وإذا كان يهود قد صرحوا في بروتوكولاتهم أنهم وراء تأسيس الماسونية، فإن الماسون أنفسهم أكدوا ذلك في غير واحدة من أدبياتهم ومنشوراتهم، ناهيك من اللمسات اليهودية الواضحة في فكرهم وأهدافهم وأسلوب تنظيم حركتهم، وكل ما يمارسونه من طقوس وشعائر.
والماسونية تعتمد المنهج اليهودي في الحطّ من شأن الخالق سبحانه وتعالى. فكما يهود في توراتهم المحرّفة يقولون بالاتحاد بين الإنسان والله، فيعطون، على أساس ذلك، لله تعالى أوصافاً بشرية كقولهم مثلاً: بكى حتى تورمت عيناه – ندم على خراب الهيكل – سمع آدم وقع أقدام الرب في الجنة . . الخ. كذلك الماسون يستخدمون للخالق سبحانه تعبيراً غامضاً هو: مهندس الكون الأعظم. وفي هذا التعبير إنكار واضح لخلق الله تعالى المخلوقات من العدم، فالمهندس ليس سوى بانٍ من مواد متوافرة، وقولهم الأعظم يفيد وكأن العمل تمّ من قبل مجموعة كان هو أعظمها.
ويهود، الذين يسعون لمملكة مزعومة تتسع للعالم كله لأن نهاية الملك لهم، وفق تخرّصاتهم، سكبوا مفاهيمهم في وعاء الماسونية التي يزعم أتباعها بأنهم يتجاوزون في حركتهم الحدود والسدود. فماسونيتهم، كما يدعون، فوق الأديان وهي عقيدة العقائد، ولا تعترف بوطنية ولا قومية، فهي أممية عالمية، تعمل لتوحيد العالم، ولسلام عالمي، وللغة عالمية، الى ما هنالك من الشعارات البراقة التي يجد فيها الضعفاء سبيلاً للهروب ومبرراً لتقصيرهم في جهادهم من أجل إعلاء راية الإيمان وحفظ الأمم والأوطان وحماية المقدسات.
وإذا كانت الماسونية تعتمد السرية فهذا أمر بديهي لأنه أسلوب اعتمدته كل الحركات المخرّبة على امتداد التاريخ، فهو يسترها عن أعين الملاحقة والرقابة، ويعطيها إمكانات هائلة للتزوير وتبديل الطروحات والمواقف، وذلك يساعد في استقطاب الأتابع، لأن عدم وجود أهداف معلنة واضحة يسمح لدعاتها لأن يستخدموا مع كل شخص، أرادوا تضليله، أساليب ومفاهيم تناسب أهواءه وتطلعاته.
إلا أن الماسونية تعتمد التهويل، والتضخيم مما يوقع بعض الضعاف في حبائلها، عندما تحاول أن توجد محطات تاريخية لتقول بأن الماسونية موغلة في القدم، أو عندما تحرِّف بعض مجريات التاريخ لتنسب لنفسها إنجازات تاريخية عديدة، أو تزعم أن معظم مشاهير التاريخ والحاضر هم ممن انتسبوا لها وتتلمذوا فيها، وهذا الأمر يؤدي ببعض الناس الى الاستسلام لها وعدم مقاومتها أو مقاومة صانعيها يهود تحت شعار: أنهم أقوياء، وهم وراء كل بكيرة وصغيرة، وأنهم يقتلون من يتعرض لهم، ويهود شعب ذكي. . الخ.
إن هذه الأوهام يجب أن نتخلص منها أولاً؛ لأنها تسليم بنظرية الشعب المختار اليهودية، وهذا عدوان على الدين والإنسانية جمعاء، حيث الحقيقة بأن كل مؤمن تقي هو من المقربين لله تعالى، وأما يهود فقد لعنهم الله في صريح القرآن الكريم، ووصفهم الإنجيل بأنهم خراف ضالة.
ليست الماسونية شبحاً مخيفاً، ولا ريحاً مرسلة منها تنطلق كل حركة في العالم، وليست الماسونية حركة منظمة لا يمكن محاربتها فهي سرية واحدة النظم والأهداف، وإنما الماسونية، كما تبين من خلال البحث، حركة مشتتة متعددة النظم، محافلها أكثر من أن تعد، وهي متصارعة، وكل محفل يتهم غيره بالخروج عن الماسونية والانحراف عن مبادئها. ففي لبنان وحده، وهو بلد صغير، هناك عشرات المحافل ولكل واحد منها نظامه ورؤساؤه ومفاهيمه، وقد ذكرت قسماً من هذه المحافل مجلة المسرة الصادرة ببيروت في عدد أيار لعام 1965م، وما خفي عن تعددية المحافل واختلافها أكثر.
ويؤكد ما ذهبنا اليه الضبابية التي تلف الطروحات الماسونية حول النشأة، وهذا أمر سنتعرف عليه من الصفحات المقبلة، وكذلك موقفها من الدين، ومن التدخل في السياسة وغير ذلك من الأمور الأخرى.
إن إبراز حقيقة هذه الحركة، والتي هي كمثيلاتها الحركات الباطنية والسرية، هو ما دفعني لصرف وقت غير قليل في البحث عن منشوراتها وأدبياتها، ومعظمه قد كتبه الماسونيون أنفسهم، والهدف من ذلك وضع صورتها الحقيقية أمام القارئ العربي ليعرف أعداءه الذين يتظللون وراء حجب متعددة الألوان والأسماء، ويعرف أن الماسونية أداة صهيونية عليه محاربتها ومقاومة أتباعها لأن في ذلك دفاعاً عن الدين والأمة والأوطان والمقدسات.
والماسونية حركة تشكل أداة بيد الصهيونية والاستعمار، ولكنها ليست الوحيدة، فمن متفرعاتها أندية الروتاري والليونز التي يتباهى، بكل وقاحة، بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينية أو ثقافية، زوراً، بالانتماء لها أو حضور احتفالاتها، ومن مثيلاتها حركات هدامة وأبرزها اليوم البهائية والقاديانية التي تناولتها في كتاب: "البهائية والقادياتية" الصادر عن دار النفائس ببيروت، وغداً وبعده، إن شاء الله، سأحاول الكشف عن حركات أخرى وفضح حقيقتها، لأنني أرى في ذلك ضرورة تفرضها شرعة الجهاد بالكلمة واللسان التي أمرنا بها الله تعالى.
في هذه المقدمة لا بد من القول: إن هذا العمل هو محاولة، من جملة المحاولات، التي قام بها العديدون، من باب السعي لكشف حقيقة الماسونية، وتحذير الناس من خطرها وتلبيساتها، فأرجو أن أكون قد وُفقت، ما أمكن، في إيصال ما دلّني عليه التمحيص في الكتب والمراجع الى القارئ العزيز.
وفي الختام أوجه شكري لكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في بيروت وإدارتها بشخص الحاج توفيق حوري، التي أوكلت إلي تدريس مادة "الحركات الباطنية والسرية" مما حفّزني على البحث والكتابة في هذا الميدان.
ولا بد من توجيه الشكر للقائمين على مكتبة جامعة بيروت العربية، الذين يسعون مخلصين، لتقديم كل خدمة أطلبها، وأخيراً أوجه الشكر للأخ الأستاذ أحمد راتب عرموش، صاحب دار النفائس ببيروت، الذي أخذ على عاتقه نشر كتب عديدة عن الصهيونية ومخططاتها وحقيقتها، والذي تبنى نشر هذا الكتاب وأخرجه بأسرع وقت ممكن بعد فراغي من كتابته ليضاف الى المكتبة العربية في محاولة تعريف القارئ بأعدائه.
إن مرضاة الله هي الغاية، لذلك أسأله تعالى التوفيق لإعلاء كلمة الحق، وأن يلهم أبناء أمتي كي يوحدوا مواقفهم، ويحذروا مكائد الأعداء، وأن يجاهدوا <<في الله حق جهاده>>، وأن يوجهوا كل طاقاتهم لمقاتلة إسرائيل وملحقاتها ومنها الماسونية.
<<ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز>>.
الى كل مجاهد مدافع عن أرض الإسلام والعروبة ضد العدو الصهيوني وملحقاته، وضد كافة أشكال الاستعمار وأساليبه.
الى المؤمنين الذين لا يخافون في الله تعالى لومة لائم، أهدي عملي هذا ..
أسعد السحمراني – لبنان
مقدمـــــة
"الماسونية" حركة خطيرة ما أن يُطرح اسمها حتى يثور القلق في نفس المستمع، وما أن تذكر حتى ترى الجلساء يبدأون بتعداد مؤامراتها ومكائدها، ويظهرون الحيرة من أمر هذه الحركة، التي اعتمدت السرية إخفاءً لحقيقة أهدافها. ولعل ذلك لأن يهود الذين حاربوا الأنبياء والرسل، وظنوا أنهم الشعب المختار، وأن ما سواهم كوييم؛ أي أغبياء ضالين يوجهونهم كيف يشاؤون، ويصل بهم المستوى للقول: إن الكوييم هم حيوانات بصورة بشر، أرادوا أن تكون الماسونية من جملة الأقنعة التي تستتر مخططاتهم وراءها.
يقول حكماء صهيون في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم: "إنه من الطبيعي أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونية، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون، وما هو هدف كل عمل من أعمالنا، وأما الكوييم فإنهم لا يفهمون شيئاً حتى ولا يدركون النتائج القريبة، وفي مشاريعهم فإنهم لا يهتمون إلا بما يرضي مطامعهم المؤقتة، ولا يدركون أيضاً حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم بل هي من وحينا".
هذا قليل من كثير مما جاء عند حكماء صهيون عن الماسونية بأنها من الأدوات التي يسعون عبرها لتحقيق أهدافهم سواء في بناء مملكتهم المزعومة في فلسطين، أرض الميعاد، وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم، أو في تحقيق نفوذ لهم في أية حكومة أو مؤسسة يستطيعون النفاذ اليها، أو في نشر الفساد في الأرض؛ لأن إشاعة التعلّق بالمادة والشهوات والأهواء يكشف الثغرات، ونقاط الضعف في كل شخص – والنافذين بشكل خاص – كي يتوجهوا اليه بإشباع هذه الأهواء فيصبح رهينة بين أيديهم يستثمرونه كيف يريدون.
إن تفحص دساتير الماسون ونظمهم ورموزهم يدلك بما لا يرقى اليه الشك على يهودية الحركة الماسونية. فبدءاً من وصف بناء هيكل سليمان، الذي تسعى الماسونية لربط نشأتها به، يثبت لك ذلك. وبالعودة الى التوراة ووصفها لكيفية استدعاء سليمان لحيرام ابن الأرمة من صور، وهو من وضع هندسة بناء الهيكل، وصمم الأعمدة التي ترمز الى الحكمة والقوة والجمال، وعلى غراره يؤسس الماسون محافلهم اليوم تذكيراً لأتباعهم بضرورة العمل على إعادة بناء هذا الهيكل الذي يقوم مقامه المسجد الأقصى في القدس، كما يدّعون، يتضح لك هذا الترابط بين الماسونية والصهيونية، مروراً بفهمهم لكثير من المسائل واستخدامهم للرموز المشتركة كالنجمة السداسية وسواها.
وإذا كان يهود قد صرحوا في بروتوكولاتهم أنهم وراء تأسيس الماسونية، فإن الماسون أنفسهم أكدوا ذلك في غير واحدة من أدبياتهم ومنشوراتهم، ناهيك من اللمسات اليهودية الواضحة في فكرهم وأهدافهم وأسلوب تنظيم حركتهم، وكل ما يمارسونه من طقوس وشعائر.
والماسونية تعتمد المنهج اليهودي في الحطّ من شأن الخالق سبحانه وتعالى. فكما يهود في توراتهم المحرّفة يقولون بالاتحاد بين الإنسان والله، فيعطون، على أساس ذلك، لله تعالى أوصافاً بشرية كقولهم مثلاً: بكى حتى تورمت عيناه – ندم على خراب الهيكل – سمع آدم وقع أقدام الرب في الجنة . . الخ. كذلك الماسون يستخدمون للخالق سبحانه تعبيراً غامضاً هو: مهندس الكون الأعظم. وفي هذا التعبير إنكار واضح لخلق الله تعالى المخلوقات من العدم، فالمهندس ليس سوى بانٍ من مواد متوافرة، وقولهم الأعظم يفيد وكأن العمل تمّ من قبل مجموعة كان هو أعظمها.
ويهود، الذين يسعون لمملكة مزعومة تتسع للعالم كله لأن نهاية الملك لهم، وفق تخرّصاتهم، سكبوا مفاهيمهم في وعاء الماسونية التي يزعم أتباعها بأنهم يتجاوزون في حركتهم الحدود والسدود. فماسونيتهم، كما يدعون، فوق الأديان وهي عقيدة العقائد، ولا تعترف بوطنية ولا قومية، فهي أممية عالمية، تعمل لتوحيد العالم، ولسلام عالمي، وللغة عالمية، الى ما هنالك من الشعارات البراقة التي يجد فيها الضعفاء سبيلاً للهروب ومبرراً لتقصيرهم في جهادهم من أجل إعلاء راية الإيمان وحفظ الأمم والأوطان وحماية المقدسات.
وإذا كانت الماسونية تعتمد السرية فهذا أمر بديهي لأنه أسلوب اعتمدته كل الحركات المخرّبة على امتداد التاريخ، فهو يسترها عن أعين الملاحقة والرقابة، ويعطيها إمكانات هائلة للتزوير وتبديل الطروحات والمواقف، وذلك يساعد في استقطاب الأتابع، لأن عدم وجود أهداف معلنة واضحة يسمح لدعاتها لأن يستخدموا مع كل شخص، أرادوا تضليله، أساليب ومفاهيم تناسب أهواءه وتطلعاته.
إلا أن الماسونية تعتمد التهويل، والتضخيم مما يوقع بعض الضعاف في حبائلها، عندما تحاول أن توجد محطات تاريخية لتقول بأن الماسونية موغلة في القدم، أو عندما تحرِّف بعض مجريات التاريخ لتنسب لنفسها إنجازات تاريخية عديدة، أو تزعم أن معظم مشاهير التاريخ والحاضر هم ممن انتسبوا لها وتتلمذوا فيها، وهذا الأمر يؤدي ببعض الناس الى الاستسلام لها وعدم مقاومتها أو مقاومة صانعيها يهود تحت شعار: أنهم أقوياء، وهم وراء كل بكيرة وصغيرة، وأنهم يقتلون من يتعرض لهم، ويهود شعب ذكي. . الخ.
إن هذه الأوهام يجب أن نتخلص منها أولاً؛ لأنها تسليم بنظرية الشعب المختار اليهودية، وهذا عدوان على الدين والإنسانية جمعاء، حيث الحقيقة بأن كل مؤمن تقي هو من المقربين لله تعالى، وأما يهود فقد لعنهم الله في صريح القرآن الكريم، ووصفهم الإنجيل بأنهم خراف ضالة.
ليست الماسونية شبحاً مخيفاً، ولا ريحاً مرسلة منها تنطلق كل حركة في العالم، وليست الماسونية حركة منظمة لا يمكن محاربتها فهي سرية واحدة النظم والأهداف، وإنما الماسونية، كما تبين من خلال البحث، حركة مشتتة متعددة النظم، محافلها أكثر من أن تعد، وهي متصارعة، وكل محفل يتهم غيره بالخروج عن الماسونية والانحراف عن مبادئها. ففي لبنان وحده، وهو بلد صغير، هناك عشرات المحافل ولكل واحد منها نظامه ورؤساؤه ومفاهيمه، وقد ذكرت قسماً من هذه المحافل مجلة المسرة الصادرة ببيروت في عدد أيار لعام 1965م، وما خفي عن تعددية المحافل واختلافها أكثر.
ويؤكد ما ذهبنا اليه الضبابية التي تلف الطروحات الماسونية حول النشأة، وهذا أمر سنتعرف عليه من الصفحات المقبلة، وكذلك موقفها من الدين، ومن التدخل في السياسة وغير ذلك من الأمور الأخرى.
إن إبراز حقيقة هذه الحركة، والتي هي كمثيلاتها الحركات الباطنية والسرية، هو ما دفعني لصرف وقت غير قليل في البحث عن منشوراتها وأدبياتها، ومعظمه قد كتبه الماسونيون أنفسهم، والهدف من ذلك وضع صورتها الحقيقية أمام القارئ العربي ليعرف أعداءه الذين يتظللون وراء حجب متعددة الألوان والأسماء، ويعرف أن الماسونية أداة صهيونية عليه محاربتها ومقاومة أتباعها لأن في ذلك دفاعاً عن الدين والأمة والأوطان والمقدسات.
والماسونية حركة تشكل أداة بيد الصهيونية والاستعمار، ولكنها ليست الوحيدة، فمن متفرعاتها أندية الروتاري والليونز التي يتباهى، بكل وقاحة، بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينية أو ثقافية، زوراً، بالانتماء لها أو حضور احتفالاتها، ومن مثيلاتها حركات هدامة وأبرزها اليوم البهائية والقاديانية التي تناولتها في كتاب: "البهائية والقادياتية" الصادر عن دار النفائس ببيروت، وغداً وبعده، إن شاء الله، سأحاول الكشف عن حركات أخرى وفضح حقيقتها، لأنني أرى في ذلك ضرورة تفرضها شرعة الجهاد بالكلمة واللسان التي أمرنا بها الله تعالى.
في هذه المقدمة لا بد من القول: إن هذا العمل هو محاولة، من جملة المحاولات، التي قام بها العديدون، من باب السعي لكشف حقيقة الماسونية، وتحذير الناس من خطرها وتلبيساتها، فأرجو أن أكون قد وُفقت، ما أمكن، في إيصال ما دلّني عليه التمحيص في الكتب والمراجع الى القارئ العزيز.
وفي الختام أوجه شكري لكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في بيروت وإدارتها بشخص الحاج توفيق حوري، التي أوكلت إلي تدريس مادة "الحركات الباطنية والسرية" مما حفّزني على البحث والكتابة في هذا الميدان.
ولا بد من توجيه الشكر للقائمين على مكتبة جامعة بيروت العربية، الذين يسعون مخلصين، لتقديم كل خدمة أطلبها، وأخيراً أوجه الشكر للأخ الأستاذ أحمد راتب عرموش، صاحب دار النفائس ببيروت، الذي أخذ على عاتقه نشر كتب عديدة عن الصهيونية ومخططاتها وحقيقتها، والذي تبنى نشر هذا الكتاب وأخرجه بأسرع وقت ممكن بعد فراغي من كتابته ليضاف الى المكتبة العربية في محاولة تعريف القارئ بأعدائه.
إن مرضاة الله هي الغاية، لذلك أسأله تعالى التوفيق لإعلاء كلمة الحق، وأن يلهم أبناء أمتي كي يوحدوا مواقفهم، ويحذروا مكائد الأعداء، وأن يجاهدوا <<في الله حق جهاده>>، وأن يوجهوا كل طاقاتهم لمقاتلة إسرائيل وملحقاتها ومنها الماسونية.
<<ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز>>.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[wow]
وهذه أضافة مني لالنقص بل للنصرة
[/wow]
جذور الماسونية
في إطار حملتهم للقضاء على الديانة النصرانية، أنشأ اليهود جمعية سرية أطلقوا عليها اسم "القوة الخفية" واستعانوا بشخصية يهودية تعرف باسم "احيرام أبيود" أحد مستشاري الملك هيرودس الثاني عدو النصرانية الأكبر على تحقيق هذه الغاية، وأسندت رئاسة الجمعية إلى الملك المذكور، وهكذا تم عقد أول اجتماع سري عام 43م حضره الملك المذكور ومستشاراه اليهوديان "احيرام أبيود وموآب لافي" وستة من الأنصار المختارين، وكان الغرض الرئيس من إنشاء هذه الجمعية القضاء على النصرانية.
ثم عقدوا الاجتماع الثاني واتخذوا بعض القرارات السرية وتعاهدوا على كتمانها وأفسحوا لمن يثقون بهم المجال للانضمام إلى هذه الجمعية على أن تعصب عينيْ كل من يود الانتساب للجمعية، واتفقوا على اتخاذ بعض الأدوات الهندسية كالبيكار والميزان رمزاً لمنـظمتهم السرية، وبعد هلاك الملك هيرودس انتقلت رئاسة هذه الجمعية السرية إلى "احيرام" مستشاره ثم أعقبه ابن أخيه "طوبان لقيان". واستمرت جمعية القوة الخفية تعمل في السر، ولا يدري أحد عنها شيئاً حتى أميط اللثام عن هذه المنظمة عام 1717م، وذلك لدى ظهور ثلاثة من أقطاب اليهود "جوزيف لافي وابنه إبراهيم وإبراهيم أبيود"، وكانوا يحتفظون بنسخة من مبادئ هذه الجمعية وقراراتها وطقوسها وأخذوا يجوبون الأقطار للاتصال بالبقية الباقية من أتباع هذه المنظمة السرية، وكانوا يهدفون إلى استعادة مجد إسرائيل، واسترداد هيكل سليمان في بيت المقدس، ثم قصدوا لندن التي كانت تضم أعظم جماعة من اليهود المنتمين إلى تلك القوة الخفية.
وفي 24 يونيو من العام المذكور، عقد هؤلاء الثلاثة الذين يعتبرون ورثة السر أول اجتماع في العاصمة البريطانية وضموا إليهم اثنين من غير اليهود البسطاء للتمويه والتضليل وقرروا تجديد جمعية "القوة الخفية" ووضعوا لها بعض المبادئ البراقة "حرية، مساواة، إخاء، تعاون" واستبدلوا الرموز القديمة باصطلاحات جديدة كما قرروا تبديل اسم "هيكل" الذي كانوا يستعملونه قديماً باسم "محفل" وتبديل اسم القوة الخفية باسم "البنائين الأحرار" (ماسون تعني بناء). ولأول مرة في التاريخ ظهر لعالم الوجود ما يسمونه بالبنائين الأحرار، وأخذت تنتشر الجمعيات التي تحمل هذا الاسم، وزعم أقطاب اليهود الذين يقفون وراء هذه الجمعيات أن أهدافها نشر المبادئ الإصلاحية والاجتماعية وبناء مجتمع إنساني جديد. وقد استطاعوا أن يتخذوا من أحد أنصارهم "ديزا كولييه" مطية لتحقيق أغراضهم وأطلقوا عليه وعلى من يسيرون على غراره من غير اليهود اسم "العميان" كما أطلقوا على اسم محفل لندن الماسوني المركزي اسم "محفل إنجلترا الأعظم" على أن يكون في مقدمة مهامه دعم اليهود ومحاربة الأديان وبث روح الإلحاد والإباحية.
و للحركة الماسونية تاريخ أسود، وتردد اسمها عند نشأة كثير من الحركات السرية والعلنية وفي مؤامرات عديدة ، وعُرفت بطابع السرية والتكتم وبالطقوس الغريبة التي أخذت الكثير من رموزها من التراث اليهودي وكُتبت حولها الآلاف من الكتب في الغرب وفي الشرق. ومن أهم الحركات والثورات التي كانت الماسونية وراءها الثورة الفرنسية، وحركة الاتحاد والترقي التي قامت بحركة انقلابية ضد السلطان عبدالحميد الثاني ووصلت إلى الحكم ثم مالبثت أن ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى تمزقها وسقوطها.
وقد ظل طابع السرية يلف هذه الحركة في اجتماعاتها ومنتدياتها وتحركاتها حتى طرأ تطور جديد، إذ تجرأت بفتح أبوابها وإعلان نشاطها متحدية كل المشاعر المتأججة ضدها. وكانت تركيا .. المحطة الأولى في المنطقة لإعلان هذا النشاط، ثم جاء الأردن ثانية، ولا ندري أين ستكون المحطة الثالثة؟ الماسونية كما هو ثابت نتاج الفكر اليهودي، وتركيا ترتبط مع إسرائيل بحلف استراتيجي، فهل هناك علاقة تجمع بين أطراف هذا الثالوث؟ وما قصة الماسونية في تركيا؟.. وماذا فعلت فيها؟ ولنبدأ من البداية :
اسطنبول : أورخـان محمد علي. لأول مـرة في تاريخه .. المحفل التركي يفتح أبوابه ويمـــارس نشـاطـه علناً!
تأسس أول محفل ماسوني في الدولة العثمانية عام 1861م تحت اسم "الشورى العثمانية العالية" ولكنه لم يستمر طويلاًً، فالظاهر أنه قوبل برد فعل غاضب مما أدى إلى إغلاقه بعد فترة قصيرة من تأسيسه. ومن المعروف أن أول سلطان عثماني ماسوني كان السلطان مراد الخامس الشقيق الأكبر للسلطان عبدالحميد الثاني والذي لم يدم حكمه سوى ثلاثة اشهر تقريباً عندما أقصي عن العرش لإصابته بالجنون. وقد انتسب إلى الماسونية عندما كان ولياً للعهد وارتبط بالمحفل الأسكتلندي، كما كان صديقاً حميماً لولي العهد الإنجليزي الأمير إدوارد "ملك إنجلترا فيما بعد" الذي كان ماسونياً مثله، حتى ظنّ بعض المؤرخين أن ولي عهد إنجلترا هو الذي أدخله في الماسونية، ولكن هذا غير صحيح لأنه كان ماسونياً قبل تعرفه إلى الأمير "إدوارد" .
وكان من النتائج الخطيرة لتواجد المحافل الماسونية الأجنبية داخل حدود الدولة العثمانية احتضان هذه المحافل حركة "الاتحاد والترقي" وهي في مرحلة المعارضة في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وأصبحت المحافل الماسونية محل عقد اجتماعات أعضاء جمعية الاتحاد والترقي بعيداً عن أعين شرطة الدولة وعيونها لكونها تحت رعاية الدول الأجنبية ولا يمكن تفتيشها. ويعترف أحد المحافل الماسونية التركية الحالية وهو محفل "الماسنيون الأحرار والمقبولون" في صفحة "الإنترنت" التي فتحوها تحت رموز: بأنه : " من المعلوم وجود علاقات حميمة بين أعضاء جمعية الاتحاد والترقي وبين أعضاء المحافل الماسونية في تراقيا الغربية، بدليل أن الذين أجبروا السلطان عبدالحميد الثاني على قبول إعلان المشروطية كان معظمهم من الماسونيين".
يقول المؤرخ الأمريكي الدكتور "أرنست أ. رامزور" في كتابه "تركيا الفتاة وثورة 1908م" وهو يشرح سرعة انتشار حركة جمعية الاتحاد والترقي في مدينة سلانيك:
"لم يمض وقت طويل على المتآمرين في سلانيك وهي مركز النشاط حتى اكتشفوا فائدة منظمة أخرى وهي الماسونية، ولما كان يصعب على عبدالحميد أن يعمل هنا بنفس الحرية التي كان يتمتع بها في الأجزاء الأخرى من الإمبراطورية فإن المحافل الماسونية القديمة في تلك المدينة استمرت تعمل دون انقطاع ـ بطريقة سرية طبعاً ـ وضمت إلى عضويتها عدداً ممن كانوا يرحبون بخلع عبدالحميد."
ثم يقول "ويؤكد لنا دارس آخر أنه في حوالي سنة 1900 قرر "المشرق الأعظم" الفرنسي (أي المحفل الماسوني الفرنسي) إزاحة السلطان عبدالحميد وبدأ يجتذب لهذا الغرض حركة تركيا الفتاة منذ بداية تكوينها. ثم إن محللاً آخر يلاحظ: يمكن القول بكل تأكيد إن الثورة التركية (أي حركة جمعية الاتحاد والترقي) كلها تقريباً من عمل مؤامرة يهودية ماسونية".
ويقول "سيتون واطسون" في كتابه "نشأة القومية في بلاد البلقان": "إن أعضاء تركيا الفتاة ـ الذين كان غرب أوروبا على اتصال دائم معهم ـ كانوا رجالاً منقطعين وبعيدين عن الحياة التركية وطراز تفكيرها لكونهم قضوا ردحاً طويلاً من الزمن في المنفى، وكانوا متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية وبالنظريات غير المتوازنة للثورة الفرنسية. كان كثير منهم أشخاصاً مشبوهين، ولكنهم كانوا دون أي استثناء رجال مؤامرات لا رجال دولة، ومدفوعين بدافع الكراهية والحقد الشخصي لا بدافع الوطنية. والثورة التي أنجزوها كانت نتاج عمل مدينة واحدة وهي مدينة سلانيك إذ نمت وترعرعت فيها وتحت حماية المحافل الماسونية "جمعية الاتحاد والترقي" وهي المنظمة السرية التي بدلت نظام حكم عبدالحميد.
وكما كان عهد الاتحاديين هو العهد الذهبي بالنسبة لليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين كذلك كان العهد الذهبي في فتح المحافل الماسونية في طول البلاد وعرضها في الدولة العثمانية. يقول فخر البارودي في مذكراته واصفاً وضع دمشق بعد وصول الاتحاد والترقي إلى الحكم : "وقد ساعد الاتحاديين على نشر دعايتهم اللوج ـ أي المحفل ـ الماسوني الذي كان مغلقاً قبل الدستور" ثم يقول: "وبعد الانقلاب فتح المحفل أبوابه، وجمع الأعضاء شملهم وأسسوا محفلاً جديداً أسموه محفل "نور دمشق" وربطوه بالمحفل الأسكتلندي"
وهذه أضافة مني لالنقص بل للنصرة
[/wow]
جذور الماسونية
في إطار حملتهم للقضاء على الديانة النصرانية، أنشأ اليهود جمعية سرية أطلقوا عليها اسم "القوة الخفية" واستعانوا بشخصية يهودية تعرف باسم "احيرام أبيود" أحد مستشاري الملك هيرودس الثاني عدو النصرانية الأكبر على تحقيق هذه الغاية، وأسندت رئاسة الجمعية إلى الملك المذكور، وهكذا تم عقد أول اجتماع سري عام 43م حضره الملك المذكور ومستشاراه اليهوديان "احيرام أبيود وموآب لافي" وستة من الأنصار المختارين، وكان الغرض الرئيس من إنشاء هذه الجمعية القضاء على النصرانية.
ثم عقدوا الاجتماع الثاني واتخذوا بعض القرارات السرية وتعاهدوا على كتمانها وأفسحوا لمن يثقون بهم المجال للانضمام إلى هذه الجمعية على أن تعصب عينيْ كل من يود الانتساب للجمعية، واتفقوا على اتخاذ بعض الأدوات الهندسية كالبيكار والميزان رمزاً لمنـظمتهم السرية، وبعد هلاك الملك هيرودس انتقلت رئاسة هذه الجمعية السرية إلى "احيرام" مستشاره ثم أعقبه ابن أخيه "طوبان لقيان". واستمرت جمعية القوة الخفية تعمل في السر، ولا يدري أحد عنها شيئاً حتى أميط اللثام عن هذه المنظمة عام 1717م، وذلك لدى ظهور ثلاثة من أقطاب اليهود "جوزيف لافي وابنه إبراهيم وإبراهيم أبيود"، وكانوا يحتفظون بنسخة من مبادئ هذه الجمعية وقراراتها وطقوسها وأخذوا يجوبون الأقطار للاتصال بالبقية الباقية من أتباع هذه المنظمة السرية، وكانوا يهدفون إلى استعادة مجد إسرائيل، واسترداد هيكل سليمان في بيت المقدس، ثم قصدوا لندن التي كانت تضم أعظم جماعة من اليهود المنتمين إلى تلك القوة الخفية.
وفي 24 يونيو من العام المذكور، عقد هؤلاء الثلاثة الذين يعتبرون ورثة السر أول اجتماع في العاصمة البريطانية وضموا إليهم اثنين من غير اليهود البسطاء للتمويه والتضليل وقرروا تجديد جمعية "القوة الخفية" ووضعوا لها بعض المبادئ البراقة "حرية، مساواة، إخاء، تعاون" واستبدلوا الرموز القديمة باصطلاحات جديدة كما قرروا تبديل اسم "هيكل" الذي كانوا يستعملونه قديماً باسم "محفل" وتبديل اسم القوة الخفية باسم "البنائين الأحرار" (ماسون تعني بناء). ولأول مرة في التاريخ ظهر لعالم الوجود ما يسمونه بالبنائين الأحرار، وأخذت تنتشر الجمعيات التي تحمل هذا الاسم، وزعم أقطاب اليهود الذين يقفون وراء هذه الجمعيات أن أهدافها نشر المبادئ الإصلاحية والاجتماعية وبناء مجتمع إنساني جديد. وقد استطاعوا أن يتخذوا من أحد أنصارهم "ديزا كولييه" مطية لتحقيق أغراضهم وأطلقوا عليه وعلى من يسيرون على غراره من غير اليهود اسم "العميان" كما أطلقوا على اسم محفل لندن الماسوني المركزي اسم "محفل إنجلترا الأعظم" على أن يكون في مقدمة مهامه دعم اليهود ومحاربة الأديان وبث روح الإلحاد والإباحية.
و للحركة الماسونية تاريخ أسود، وتردد اسمها عند نشأة كثير من الحركات السرية والعلنية وفي مؤامرات عديدة ، وعُرفت بطابع السرية والتكتم وبالطقوس الغريبة التي أخذت الكثير من رموزها من التراث اليهودي وكُتبت حولها الآلاف من الكتب في الغرب وفي الشرق. ومن أهم الحركات والثورات التي كانت الماسونية وراءها الثورة الفرنسية، وحركة الاتحاد والترقي التي قامت بحركة انقلابية ضد السلطان عبدالحميد الثاني ووصلت إلى الحكم ثم مالبثت أن ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى تمزقها وسقوطها.
وقد ظل طابع السرية يلف هذه الحركة في اجتماعاتها ومنتدياتها وتحركاتها حتى طرأ تطور جديد، إذ تجرأت بفتح أبوابها وإعلان نشاطها متحدية كل المشاعر المتأججة ضدها. وكانت تركيا .. المحطة الأولى في المنطقة لإعلان هذا النشاط، ثم جاء الأردن ثانية، ولا ندري أين ستكون المحطة الثالثة؟ الماسونية كما هو ثابت نتاج الفكر اليهودي، وتركيا ترتبط مع إسرائيل بحلف استراتيجي، فهل هناك علاقة تجمع بين أطراف هذا الثالوث؟ وما قصة الماسونية في تركيا؟.. وماذا فعلت فيها؟ ولنبدأ من البداية :
اسطنبول : أورخـان محمد علي. لأول مـرة في تاريخه .. المحفل التركي يفتح أبوابه ويمـــارس نشـاطـه علناً!
تأسس أول محفل ماسوني في الدولة العثمانية عام 1861م تحت اسم "الشورى العثمانية العالية" ولكنه لم يستمر طويلاًً، فالظاهر أنه قوبل برد فعل غاضب مما أدى إلى إغلاقه بعد فترة قصيرة من تأسيسه. ومن المعروف أن أول سلطان عثماني ماسوني كان السلطان مراد الخامس الشقيق الأكبر للسلطان عبدالحميد الثاني والذي لم يدم حكمه سوى ثلاثة اشهر تقريباً عندما أقصي عن العرش لإصابته بالجنون. وقد انتسب إلى الماسونية عندما كان ولياً للعهد وارتبط بالمحفل الأسكتلندي، كما كان صديقاً حميماً لولي العهد الإنجليزي الأمير إدوارد "ملك إنجلترا فيما بعد" الذي كان ماسونياً مثله، حتى ظنّ بعض المؤرخين أن ولي عهد إنجلترا هو الذي أدخله في الماسونية، ولكن هذا غير صحيح لأنه كان ماسونياً قبل تعرفه إلى الأمير "إدوارد" .
وكان من النتائج الخطيرة لتواجد المحافل الماسونية الأجنبية داخل حدود الدولة العثمانية احتضان هذه المحافل حركة "الاتحاد والترقي" وهي في مرحلة المعارضة في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وأصبحت المحافل الماسونية محل عقد اجتماعات أعضاء جمعية الاتحاد والترقي بعيداً عن أعين شرطة الدولة وعيونها لكونها تحت رعاية الدول الأجنبية ولا يمكن تفتيشها. ويعترف أحد المحافل الماسونية التركية الحالية وهو محفل "الماسنيون الأحرار والمقبولون" في صفحة "الإنترنت" التي فتحوها تحت رموز: بأنه : " من المعلوم وجود علاقات حميمة بين أعضاء جمعية الاتحاد والترقي وبين أعضاء المحافل الماسونية في تراقيا الغربية، بدليل أن الذين أجبروا السلطان عبدالحميد الثاني على قبول إعلان المشروطية كان معظمهم من الماسونيين".
يقول المؤرخ الأمريكي الدكتور "أرنست أ. رامزور" في كتابه "تركيا الفتاة وثورة 1908م" وهو يشرح سرعة انتشار حركة جمعية الاتحاد والترقي في مدينة سلانيك:
"لم يمض وقت طويل على المتآمرين في سلانيك وهي مركز النشاط حتى اكتشفوا فائدة منظمة أخرى وهي الماسونية، ولما كان يصعب على عبدالحميد أن يعمل هنا بنفس الحرية التي كان يتمتع بها في الأجزاء الأخرى من الإمبراطورية فإن المحافل الماسونية القديمة في تلك المدينة استمرت تعمل دون انقطاع ـ بطريقة سرية طبعاً ـ وضمت إلى عضويتها عدداً ممن كانوا يرحبون بخلع عبدالحميد."
ثم يقول "ويؤكد لنا دارس آخر أنه في حوالي سنة 1900 قرر "المشرق الأعظم" الفرنسي (أي المحفل الماسوني الفرنسي) إزاحة السلطان عبدالحميد وبدأ يجتذب لهذا الغرض حركة تركيا الفتاة منذ بداية تكوينها. ثم إن محللاً آخر يلاحظ: يمكن القول بكل تأكيد إن الثورة التركية (أي حركة جمعية الاتحاد والترقي) كلها تقريباً من عمل مؤامرة يهودية ماسونية".
ويقول "سيتون واطسون" في كتابه "نشأة القومية في بلاد البلقان": "إن أعضاء تركيا الفتاة ـ الذين كان غرب أوروبا على اتصال دائم معهم ـ كانوا رجالاً منقطعين وبعيدين عن الحياة التركية وطراز تفكيرها لكونهم قضوا ردحاً طويلاً من الزمن في المنفى، وكانوا متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية وبالنظريات غير المتوازنة للثورة الفرنسية. كان كثير منهم أشخاصاً مشبوهين، ولكنهم كانوا دون أي استثناء رجال مؤامرات لا رجال دولة، ومدفوعين بدافع الكراهية والحقد الشخصي لا بدافع الوطنية. والثورة التي أنجزوها كانت نتاج عمل مدينة واحدة وهي مدينة سلانيك إذ نمت وترعرعت فيها وتحت حماية المحافل الماسونية "جمعية الاتحاد والترقي" وهي المنظمة السرية التي بدلت نظام حكم عبدالحميد.
وكما كان عهد الاتحاديين هو العهد الذهبي بالنسبة لليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين كذلك كان العهد الذهبي في فتح المحافل الماسونية في طول البلاد وعرضها في الدولة العثمانية. يقول فخر البارودي في مذكراته واصفاً وضع دمشق بعد وصول الاتحاد والترقي إلى الحكم : "وقد ساعد الاتحاديين على نشر دعايتهم اللوج ـ أي المحفل ـ الماسوني الذي كان مغلقاً قبل الدستور" ثم يقول: "وبعد الانقلاب فتح المحفل أبوابه، وجمع الأعضاء شملهم وأسسوا محفلاً جديداً أسموه محفل "نور دمشق" وربطوه بالمحفل الأسكتلندي"
البتار السوري- مدير المنتديات والدعم الفني
- عدد الرسائل : 90
العمر : 46
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
رد: ماهي الماسونية
نتابع الشرح عن هذا الدين اوالحركة
ولكي نعرف مكانة المحافل الماسونية لدى أعضاء جمعية الاتحاد والترقي نسوق هنا اعتراف أحد أعضائهم: "كان هناك نوعان من الأعضاء في الجمعية: أحدهما مرتبط بالمحفل الماسوني وهذا كنا نطلق عليه اسم الأخ من الأب والأم، وآخر غير مرتبط بالمحفل الماسوني، فكنا نطلق عليه اسم الأخ من الأب فقط". وفي كتاب نشره الماسونيون في تركيا تحت عنوان "الماسونية في تركيا وفي العالم" يتحدث عن دور المحافل الماسونية في إنجاح حركة الاتحاديين: "وقد انتشرت الماسونية بشكل خاص في سلانيك وحواليها. ومع أن عبدالحميد حاول أن يحد ويشل الحركة الماسونية هناك، إلا أنه لم يوفق في مسعاه" ، "وقد قامت هذه المحافل، لاسيما محفل "ريزورتا" ومحفل "فاريتاس" بدور كبير في تأسيس وتوسيع حركة جمعية الاتحاد والترقي، كما كان للماسونيين دورهم في "إعلان الحرية" سنة 1908م.
الماسونية في سطور
الماسونيه .. إشتقاق لغوى من الكلمه الفرنسيه ( ْMacon ) ومعناها ( البناء ) والماسونيه تقابلها ( Maconneries ) .. أى الباؤون الأحرار .. وفى الإنخليزيه يقال : فرى ماسون ( Free-mason ) ( البناؤون الأحرار ) . وبذلك يتضح أن هذه المنظمه يربطها أصحابها ومؤسسوها بمهنة البناء . وبالفعل يزعم مؤرخوها ودعاتها أنها فى الأصل تضم الجماعات المشتغله فى مهن البناء والعمار . وفى هذا التبرير التخفيفى يحاولون إظهارها وكأنها أشبه بنقابه للعاملين فى مهن البناء! ولو كانت الماسونيه نقابة محترفي أعمال بناء فما الداعى لسريتها وإخفاء أوراقها ..؟!
الماسونيه هى حركه خطيره ما إن يطرح إسمها حتى يثور القلق فى نفس المستمع . وما أن تذكر حتى ترى الجلساء يبدأون بتعداد مؤامراتها ومكائدها . ويظهرون الحيره فى أمر هذه الحركه ..التى إعتمدت السريه فى إخفاء حقيقتها وأهدافها . ولعل ذلك لأن اليهود الذين حاربوا الأنبياء والرسل . وظنوا أنهم شعب الله المختار وأن ما سواهم ( غوييم ) تنطق الغين حرف g بالإنجليزيه . أى أغبياء ضالين يوجهونهم كيف يشاؤون ويصل بهم المستوى للقول : ( الغوييم هم حيوانات بصورة بشر ) أرادوا أن تكون الماسونيه من جملة الأقنعه الى تستتر مخططاتهم وراءها .
يقول حكماء صهيون فى البرتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم : أنه من الطبيعى أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونيه ، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون وما هو هدف كل عمل من أعمالنا . أما الغوييم فإنهم لايفهمون شيئا حتى ولا يدركون النتائج القريبة . و في مشاريعهم فإنهم لايهتمون إلا بما بما يرضي مطامعهم المؤقته ولا يدركون أيضا حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم بل هى من وحينا !
هذا قليل من كثير جاء عند حكماء صهيون عن الماسونيه بأنها من الأدوات الهامه التى يسعون عبرها لتحقيق أهدافهم سواء فى بناء مملكتهم المزعومه فى فلسطين ، و إعادة بناء هيكل سليمان . أو فى تحقيق نفوذ لهم فى أية حكومه أو مؤسسه يستطيعون النفاذ إليها . أو فى نشر الفساد فى الأرض ، لأن إشاعة التعلق بالماده والشهوات والأهواء يكشف الثغرات ونقاط الضعف فى كل شخص والنافذين بشكل خاص كي يتوجهوا إليه بإشباع هذه الأهواء فيصبح رهينة بين أيديهم يستثمرونه كي يريدون ..!
والماسونيه تعتمد المنهج اليهودى فى الحط من شأن الخالق سبحانه وتعالى . فكما اليهود فى توراتهم المحرفه يقولون فى الإتحاد بين الله والإنسان . فيعطون على أساس ذلك لله تعالى أوصاف بشريه كقولهم مثلا :
بكى حتى تورمت عينيه ..!
ندم على خراب الهيكل ..!
سمع آدم وقع أقدام الرب فى الجنه ..!
كذلك الماسون يستخدمون للخالق سبحانه وتعالى تعبيرا غامضا هو : مهندس الكون الأعظم ! و في هذا التعبير إنكار واضح لخلق الله تعالى المخلوقات من العدم . فالمهندس ليس سوى بان من مواد متوفره . وقولهم الأعظم يفيد وكأن العمل تم من قبل مجموعه كان هو أعظمها !
فماسونيتهم كما يدعون فوق الأديان وهى عقيدة العقائد لا تعترف بوطنيه ولا قوميه فهي أمميه عالميه تعمل على توحيد العالم وسلام عالمي ولغه عالميه إلى ما هنالك من الشعارات البراقه التى يجد فيها الضعفاء سبيلا للهروب ومبررا لتقصيرهم فى جهادهم من إعلاء راية الإيمان وحفظ الأمم والأوطان والمقدسات.
و ليست الماسونيه حركه منظمه لايمكن محاربتها وإنما حركه مشتته متعددة النظم محافلها أكثر من أن تعد . و هي متصارعه . وكل محفل فيها يتهم غيره بالخروج عن الماسونيه والإنحراف عن مبادئها . ففى لبنان وحده وهو بلد صغير هناك عشرات المحافل و لكل واحد منها نظامه و رؤساؤه و مفاهيمه ! و الماسونيه حركه تشكل أداة بيد الصهيونيه والإستعمار ولكنها ليست الوحيده . فمن تفرعاتها أندية الروتارى والليونز التى يتباهى بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينيه أو ثقافيه زورا بالإئنتماء لها أو حضور إحتفالاتها. و من مثيلاتها حركات هدامه و أبرزها البهائيه و القيدانيه !!
.................................................
وارجو ان الموضوع كان بمثابة المفيد لكم اخواني وتقبلو احترامي
البتار السوري- مدير المنتديات والدعم الفني
- عدد الرسائل : 90
العمر : 46
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى